~
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
سأكتب عن بعض أعمال البِر التي كانت تقوم
بها جدتي (رحمها الله، وأسكنها الفردوس الأعلى).
اولًا سأذكر هذا الحديث عن امِّنا زينب
بنت ححش رضي الله عنها.
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(أسرعُكنَّ لحاقاً بي أطولكنَّ يداً، قالت: فكنَّ يتطاولن أيتهنَّ أطول يداً، قالت:
فكانت أطولنا يداً زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها).
صحيح البخاري 2/ 110 رقم (1420).
بعد وفاة جدتي رحمها الله اتذكر هذا الحديث
النبوي كثيرًا
لأنه يذكرني بها؛ كانت تكثر من الصدقة ومساعدة
المحتاجين؛
من ذلك عندما سافر عمي وأبي في رمضان
١٤٣٨هـ أعطتهما تمرًا
حتى يتصدقا بها في تلك الدولة البعيدة التي نصف سكانها غير مسلمين،
لا أحد يخطر بباله صدقة بهذه الطريقة، استغرب كيف تُوفَّق لأعمال كهذه، وبهذه الطريقة؛
تتصدق على القريب والبعيد 💕
*,
كانت تُحافظ على الدعاء في عصر يوم الجمعة وتُكثر منه..
عملاً بالحديث الشريف:
عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((ذَكَرَ يومَ الجُمُعةِ فقال: فيه ساعةٌ لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يُصلِّي
يسألُ اللهَ شيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه، وأشار بيدِه يُقلِّلها))
رواه البخاري ومسلم
وتكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عملاً بالحديث الشريف:
- إنَّ من أفضلِ أيَّامِكم يومَ الجمعةِ فيه خُلِق آدمُ ، وفيه قُبِض ،
وفيه النَّفخةُ ، وفيه الصَّعقةُ ، فأكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ .
قالوا : يا رسولَ اللهِ كيف تُعرَضُ عليك صلاتُنا وقد أرِمتَ ؟ يقولون : قد بَلِيتَ
قال : إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أن تأكُلَ أجسادَ الأنبياءِ .
الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : فضل الصلاة
الصفحة أو الرقم: 22 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح
*,
ومن ذلك كانت تعبئ صناديق المياه في الحوش حتى تأتي وتشرب منها الطيور؛
* كانت تحتفظ على أذكارالصباح والمساء..
ذات مرة ذهبنا لزيارتها وجدناها في حوش المنزل تقرأ أذكار المساء،
جعل الله تلك الجدران تشهدها لها يوم القيامة.
*,
جدتي رحمها الله كانت تحافظ على صلاة التراويح والقيام طوال شهر رمضان في المسجد،
كانت تذهب رغم كِبر سنها والتعب الذي تلاقيه عند الدخول والخروج من السيارة،
بسبب ألم رجليها إلا أن ذلك لم يثنيها عن الذهاب للصلاة
في المسجد.
جعل الله جدران ذلك المسجد ومن فيه شاهدين
لها يوم القيامة.
كانت محبوبه عند الكل، الجميع يذكرها بالذكر الطيب، كانت تنوي عمل الخير
فيوفقها الله سبحانه وتعالى لذلك.
ذات مرة وشهر رمضان على الأبواب، تمنيت في نفسي ان اشتري قميص صلاة جديد،
كنت أريد ذلك بشدة؛ فإذا هي تأتي لزيارتا وتهديني
انا وأمي واختي قمصان صلاة.
كم اسعدتنا حينها.. أسعدها الله بجنان الفردوس.
💕
عندما تأتي لزيارتنا تصعد الدرج وهي تسبح وتكبر،
وتستغفر وعندما تنزل كذلك، كلما تنزل درجة تسبح وتكبر.
عملا بالحديث النبوي..
استحباب التسبيح عند النزول من علو والتكبير
عند الصعود
"جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(أنه يكبر إذا صعد مشرفاً، ويسبح إذا نزل وادياً)
روى البخاري في صحيحه (2993) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
( كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا
وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا ) .
غفر الله لها ، وأنزلها منازل الصديقين والشهداء ،وجمعنا بها في
الفردوس الأعلى.
/
5/شوال/1442هــ