‏(ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه)



 ‏(ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) 

(آية 28:سورة الأنعام)

يخبرنا الله في هذه الآية المخيفة
 أن أهل النار يطلبون من ربهم العودة للدنيا،
 ثم يخبرنا أنه لو أعادهم للدنيا لعادوا لما نهاهم عنه 
من الكفر والفسوق،
 وما أعجب الانسان في اغتراره 
وجهله وظلمه لنفسه.
وقد كنت أمر بهذه الآية متعجبا،
 وإنما أصدقها بمطلق التصديق بكتاب الله، 
حتى إذا مرت السنوات لبثت أقلب النظر
 في الناس وأفكر في أحوالهم، 
فكم من مريض أشرف على الموت حتى بلغ حافته،
وكم من مذعورٍ تزلزلت الأرض تحت أقدامه
 في يوم كيوم الحشر،
 وكم من خائف عصفت به العواصف حتى كأنما يرى 
عذاب الأمم السابقة رأي العين، 
وكم من حائر ضلت قدماه في الطرق حتى ظن أنه هالك،
 وكلهم هؤلاء قد هربوا إلى الله،
 وتوسلوا به وقد أبصروا بأعينهم تفاهة الدنيا،
 وانفتحت لهم على الآخرة أبواب الندم لما فرطوا فيها،
 فتمنوا الأماني أن يعودوا للحياة والأحياء
 فيعملوا غير الذي قد عملوا، 
فلما أبقاهم الله وقد كتب لهم النجاة ..
إذ بأكثرهم يعود لما نهاه الله عنه.
وكل هذه الأحوال رأيناها من أنفسنا ومن غيرنا، 
وهي إشارة أن النفس الوالغة في غيها ستطل تؤوب إليه،
 وإن العزم على عدم العودة يستوجب الندم على ما قد كان،
 ويستوجب البعد عما يفتن النفس وينسيها وعودها لربها بعدم الطغيان.

عبد الله الزهراني

معنى "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة"🌿

معنى "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة"

ما درجة هذا الحديث: إذا قات الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها؟




الجواب:


هذا صحيحٌ؛ رواه أحمد وغيره بإسنادٍ صحيحٍ.

والمعنى: التَّشجيع على العمل، وإلا فمعلومٌ عند قيام الساعة ما يتمكَّن أن يُسوي شيئًا، 

لكن المقصود التشجيع على العمل، وأن الإنسان ينبغي أن يعمل،

 وفيه حثٌّ على الزراعة والغراس، 

وأنه ينبغي للمؤمن أن يكون ذا عملٍ، 

ليس ذا بطالةٍ وكسلٍ كما يفعل بعضُ الناس، لا،

 ينبغي للمؤمن أن يكون ذا عملٍ، ذا نشاطٍ، ذا همَّةٍ في الزراعة،

🌿

 في غرس الأشجار، في أنواع المكاسب:

 من نجارة، من حدادة، من غراسة، من كتابة، 

من غير ذلك، لا يبقى مُعطلًا، بل يعمل.

وفي "الصحيح" عن النبي ﷺ أنه قال:

 على كل سُلامى منكم صدقة، 

قالوا: يا رسول الله، فإن لم يجد؟ ما عنده مال، قال: 

يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدَّق.

 وقال عليه الصلاة والسلام: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزنَّ 
الحديث رواه مسلم. 

🌿

وقال ﷺ في أول هذا الحديث: المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله

 من المؤمن الضَّعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، 

ومن قوة المؤمن وكمال دينه: 

العمل والجد والنَّشاط في طلب الرزق.

ومن ذلك يقول ﷺ لما سُئل: أي الكسب أطيب؟ قال: 

عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور.

ومن هذا ما رواه البخاري في "الصحيح" أنَّ النبي ﷺ قال:

 ما أكل أحد طعامًا أفضل من أن يأكل من عمل يده، وإنَّ داود

 عليه الصلاة والسلام كان يأكل من عمل يده.

🌿

الشيخ ابن باز رحمه الله

التوكل على الله 💕

 

شرح حديث أبي هريرة: "ما نقصت صدقة من مال"

 



بسم الله الرحمن الرحيم





شرح حديث أبي هريرة: "ما نقصت صدقة من مال"

 

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

 ((ما نقَصتْ صدقةٌ من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، 

وما تواضَعَ أحدٌ لله إلا رفَعَه الله عز وجل))؛ 

رواه مسلم.

 

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

ثم ذكر المؤلِّف الحديث الآخر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:

 ((ما نقَصتْ صدقةٌ من مال))؛ 

يعني الإنسان إذا تصدق فإن الشيطان يقول له:

 أنت إذا تصدَّقتَ نقَص مالُك، عندك مائة ريال، 

إذا تصدَّقتَ بعشرة لم يكن عندك إلا تسعون، 

إذًا نقص المال فلا تتصدق، كلما تصدَّقت ينقص مالك.

 

ولكن من لا ينطق عن الهوى يقول: إن الصدقة لا تنقص المال،

 لا تنقصه لماذا؟ قد تنقصه كمًّا، لكنها تزيده كيفًا وبركة، 

وربما هذه العشرة يأتي بدلها مائة، كما قال تعالى: 

﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾ [سبأ: 39]؛ 

أي: يجعل لكم خلفًا عنه عاجلًا، وأجرًا وثوابًا آجلًا، قال تعالى:

 ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ

 أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ﴾ [البقرة: 261].

 

والمسلمون اليوم مقبلون على شهر رمضان، وشهر رمضان مقبل عليهم،

 فهو شهر الجود والكرم، كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكرَمَ الناس،وكان أجوَدَ الناس،

 وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيُدارسه القرآن،

فلرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجوَدُ بالخير من الريح المرسلة. 

الريح المرسلة التي أمَرَها الله وأرسلها فهي عاصفة سريعة،

 ومع ذلك فالرسول عليه الصلاة والسلام أسرع بالخير في رمضان من هذه الريح المرسلة،

 فينبغي لنا إن كانت زكاة فزكاة، وإن كانت تبرعًا فتبرُّع؛ لأنه شهر الخير والبركة والإنفاق.

 

ويزيد العامة على قوله صلى الله عليه وسلم: 

((ما نقَصتْ صدقةٌ من مال)) 

يجري على ألسنة العامة قولهم: ((بل تزده))، وهذه لا صحة لها، 

فلم تصحَّ عن الرسول عليه الصلاة والسلام، 

وإنما الذي صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: 

((ما نقصت صدقة من مال)). 

فالزيادة التي تحصل بدل الصدقة إما كمية وإما كيفية.

مثال الكمية: أن الله تعالى يفتح لك بابًا من الرزق ما كان في حسابك.

والكيفية: أن ينزل الله لك البركة فيما بقي من مالك.

 

ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا))،

 إذا جنى عليك أحد وظلَمَك في مالك، أو في بدنك، أو في أهلك، أو في حقٍّ من حقوقك،

 فإن النفس شحيحة تأبى إلا أن تنتقم منه، وأن تأخذ بحقك، وهذا لك؛ قال تعالى: 

﴿ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ﴾

[البقرة: 194]،

 وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾ 

[النحل: 126].

ولا يلام الإنسان على ذلك، لكن إذا همَّ بالعفو وحدَّث نفسه بالعفو،

 قالت له نفسُه الأمارة بالسوء: إن هذا ذلٌّ وضعف،
 
كيف تعفو عن شخص جنى عليك أو اعتدى عليك؟!

 

فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا))،

 والعز ضد الذل، والذي تحدِّثك به نفسُك أنك إذا عفوت فقد ذلَلْتَ أمام من اعتدى عليك،

 فهذا من خداع النفس الأمارة بالسوء ونهيها عن الخير؛

فإن الله تعالى يُثيبك على عفوك هذا، فالله لا يزيدك إلا عزًّا ورفعة في الدنيا والآخرة.

 

ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((وما تواضَعَ أحدٌ لله إلا رفَعَه))، 

وهذه الرفعة تكون بسبب التواضع والتضامن والتهاون،

 ولكن الإنسان يظن أنه إذا تواضع نزل، ولكن الأمر بالعكس،

 إذا تواضعتَ لله فإن الله تعالى يرفعك. 

وقوله: "تواضع لله" لها معنيان:

المعنى الأول: أن تتواضع لله بالعبادة، وتخضع لله، وتنقاد لأمر الله.

 

المعنى الثاني: أن تتواضع لعباد الله من أجل الله، وكلاهما سبب للرفعة،

وسواء تواضعت لله بامتثال أمره واجتناب نهيه وذللت له وعبَدتَه، 

أو تواضعت لعباد الله من أجل الله، لا خوفًا منهم، ولا مداراة لهم،

 ولا طلبًا لمال أو غيره، إنما تتواضع من أجل الله عز وجل،

 فإن الله تعالى يرفعك في الدنيا أو في الآخرة.

 

فهذه الأحاديث كلُّها تدل على فضل الصدقة والتبرع،

وبذل المعروف والإحسان إلى الغير،

 وأن ذلك من خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

 


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

 

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 404- 409)



بعض من أعمال البِر التي كانت تقوم بها جدتي (رحمها الله، وأسكنها الفردوس الأعلى).




 ~





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

سأكتب عن بعض أعمال البِر التي كانت تقوم بها جدتي (رحمها الله، وأسكنها الفردوس الأعلى).

 

اولًا سأذكر هذا الحديث عن امِّنا زينب بنت ححش رضي الله عنها.

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: 

(أسرعُكنَّ لحاقاً بي أطولكنَّ يداً، قالت: فكنَّ يتطاولن أيتهنَّ أطول يداً، قالت: 

فكانت أطولنا يداً زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها). 

 صحيح البخاري 2/ 110 رقم (1420).

 

بعد وفاة جدتي رحمها الله اتذكر هذا الحديث النبوي كثيرًا

لأنه يذكرني بها؛ كانت تكثر من الصدقة ومساعدة المحتاجين؛

من ذلك عندما سافر عمي وأبي في رمضان ١٤٣٨هـ أعطتهما تمرًا

حتى يتصدقا بها في تلك الدولة البعيدة التي نصف سكانها غير مسلمين، 

لا أحد يخطر بباله صدقة بهذه الطريقة، استغرب كيف تُوفَّق لأعمال كهذه، وبهذه الطريقة؛ 

تتصدق على القريب والبعيد 💕

*,


كانت تُحافظ على الدعاء في عصر يوم الجمعة وتُكثر منه..

عملاً بالحديث الشريف:

عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:

 ((ذَكَرَ يومَ الجُمُعةِ فقال: فيه ساعةٌ لا يُوافِقُها عبدٌ مسلمٌ وهو قائمٌ يُصلِّي

 يسألُ اللهَ شيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه، وأشار بيدِه يُقلِّلها)) 

رواه البخاري ومسلم


وتكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

عملاً بالحديث الشريف:

- إنَّ من أفضلِ أيَّامِكم يومَ الجمعةِ فيه خُلِق آدمُ ، وفيه قُبِض ، 
وفيه النَّفخةُ ، وفيه الصَّعقةُ ، فأكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ . 
قالوا : يا رسولَ اللهِ كيف تُعرَضُ عليك صلاتُنا وقد أرِمتَ ؟ يقولون : قد بَلِيتَ 
قال : إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أن تأكُلَ أجسادَ الأنبياءِ .

الراوي : أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : فضل الصلاة

الصفحة أو الرقم: 22 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح

*,


ومن ذلك كانت تعبئ صناديق المياه في الحوش حتى تأتي وتشرب منها الطيور؛  



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*,


* كانت تحتفظ على أذكارالصباح والمساء..

 ذات مرة ذهبنا لزيارتها وجدناها في حوش المنزل تقرأ أذكار المساء، 

جعل الله تلك الجدران تشهدها لها يوم القيامة. 

*,

جدتي رحمها الله كانت تحافظ على صلاة التراويح والقيام طوال شهر رمضان في المسجد،

 كانت تذهب رغم كِبر سنها والتعب الذي تلاقيه عند الدخول والخروج من السيارة،

 بسبب ألم رجليها إلا أن ذلك لم يثنيها عن الذهاب للصلاة في المسجد.

جعل الله جدران ذلك المسجد ومن فيه شاهدين لها يوم القيامة.


المسجد الذي كانت تصلي فيه
________________________

 

كانت محبوبه عند الكل، الجميع يذكرها بالذكر الطيب، كانت تنوي عمل الخير

 فيوفقها الله سبحانه وتعالى لذلك.

ذات مرة وشهر رمضان على الأبواب، تمنيت في نفسي ان اشتري قميص صلاة جديد، 

كنت أريد ذلك بشدة؛ فإذا هي تأتي لزيارتا وتهديني انا وأمي واختي قمصان صلاة.

كم اسعدتنا حينها.. أسعدها الله بجنان الفردوس. 💕

 *,

عندما تأتي لزيارتنا تصعد الدرج وهي تسبح وتكبر، 

وتستغفر وعندما تنزل كذلك، كلما تنزل درجة تسبح وتكبر.

عملا بالحديث النبوي..

استحباب التسبيح عند النزول من علو والتكبير عند الصعود

"جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: 

(أنه يكبر إذا صعد مشرفاً، ويسبح إذا نزل وادياً)

روى البخاري في صحيحه (2993) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : 

( كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا ) .

 

غفر الله لها ، وأنزلها منازل الصديقين والشهداء ،وجمعنا بها في الفردوس الأعلى.



/


5/شوال/1442هــ